الشريف نور خليفه ت01223762497 / 01115251153
اهلا وسهلا بكم ومرحبا يشرفنا ويسعدنا ان تكونوا من اسره منتدى الشريف نور خليفه
الشريف نور خليفه ت01223762497 / 01115251153
اهلا وسهلا بكم ومرحبا يشرفنا ويسعدنا ان تكونوا من اسره منتدى الشريف نور خليفه
الشريف نور خليفه ت01223762497 / 01115251153
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الشريف نور خليفه ت01223762497 / 01115251153

علوم ومعرفه وحب فى النبى صلى الله عليه وسلم وعلى ال بيته وعلم روحانى معرفه اوراد الصالحين ومعرفه كامله للتصوف الاسلامى
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
من حبي في خير الورى محــمد طبيب القلـــوب لاح البـــــــدر لــما سرى و يفــجي جميع الكروب كم نبقى بعيد يا تــــــرى مقـــيد بقيد الذنــــــوب أهل الرشــــــد لو عـــلمو محـــو كـــــلما أجـــرمو حين وقفو في باب السلام على المصطفى سلمو النور ...
center"

 

 الإمام الغزالي رحمه الله تعالى:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشريف نور خليفه
المدير العام
المدير العام
الشريف نور خليفه


عدد المساهمات : 317
تاريخ التسجيل : 29/04/2011
العمر : 61
الموقع : https://www.facebook.com/nour.kalifa

الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الغزالي رحمه الله تعالى:   الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: Emptyالجمعة مايو 06, 2011 9:55 pm

وقال الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في بحثه عن الانشاد:

اعلم أن السماع هو أول الأمر ويثمر السماع حالة في القلب تسمى الوجد ويثمر الوجد تحريك الأطراف إما بحركة غير موزونة فتسمى الاضطراب وإما موزونة فتسمى التصفيق أو الرقص.

والقول بأن السماع حرام معناه أن الله يعاقب عليه وهذا الأمر لا يعرف بمجرد العقل بل بالسمع ومعرفة الشرعيات محصورة في النص أو القياس إلى المنصوص ولم يستقم في هذا المجال نص ولا قياس وبهذا يبطل القول بتحريمه ويبقى فعلا لا حرج فيه كسائر المباحات بل إن هناك نصوصا تدل على إباحته فالغناء سماع صوت طيب مفهوم المعنى محرك للقلب وسماع الصوت الطيب بالنسبة لحاسة السمع كرؤية الخضرة والماء الجاري بالنسبة للعين فلا يحرم فإن أدى المنظر إلى الاطلاع على شيء حرام حرم النظر كالنظرة إلى العروة وكالنظر بشهوة وكذلك يحرم السماع إذا كان سماعا لشيء غير حلال أو أدى بطريق انحرف عن الحلال([30]).

· الأصل في أقوال الإمام الغزالي:

منهج الإمام الغزالي في تحليل الغناء: يذكر الإمام الغزالي منهجه في تحليل الغناء بعد أن استعرض أقوال الفقهاء في حكم الغناء والمقصود سماع ماليس مجونا ولا فسادا، فمن الفقهاء من ذهب إلى تحريمه ومنهم من ذهب إلى كراهته ولكن الإمام الغزالي ينظر إلى الموضوع على أساس آخر ولا يوجد في الدين نص يحرم السماع ولا قياس على نص فيبقى النظر في السماع من حيث هو وهنا يأتي منهج الإمام الغزالي في تحليل الغناء إلى عناصره لمعرفتها وكل منها على حدته ثم النظر فيها مجتمعة فعند تحليل الغناء نجد أن فيه سماع:

1- صوت طيب ، وهذا هو الوصف الأعم وسماع الصوت الطيب من حيث إنه طيب حلال بالنص وهنا يذكر الإمام الغزالي بعض الأحاديث كغناء الجاريتين وهو حلال بالقياس لأنه تلذذ حاسة السمع بإدراك ما هو مخصص بها كغيرها من الحواس وهذه فطرة مجبولة في الإنسان.

2- صوت طيب موزون والوزن شيء زائد على حسن الصوت فقد يكون الصوت حسنا غير موزون أو موزنا غير حسن ومن الأصوات الموزونة أصوات بعض ذات السجع من الطيور فهي مع طيبها موزونة متناسبة المطالع والمقاطع فلذلك يستلذ سماعها ومنها أصوات بعض الآلات الموسيقية فلا حرمة في ذلك إلا ما نهي عنه من آلات أهل المجون أو الشراب وما يؤدي إليه وهو أمر عارض([31]).

3- كلام موزون مفهوم وهو الشعر وليس فيه من زيادة إلا كونه مفهوما والكلام المفهوم غير حرام والحق في ذلك ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله وهو أن الشعر كلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح([32]) وإذا كانت العناصر كل منها على حدة مباحة أيضا فإن الجملة مباحة أيضا إلا إذا تضمن المجموع محظورا لا تتضمنه الآحاد وليس هنا شيء محظور.

4- كون السماع محركا للقلب مهيجا لما هو الغالب عليه وهنا يطرح الإمام الغزالي مسألة هامة لم يهتم بها أحد قبله يقول : لله تعالى سر في مناسبة النغمات الموزونة للأرواح حتى إنها لتؤثر فيها تأثيرا عجيبا فمن الأصوات ما يفرح ومنها ما يحزن ومنا يا ينوم ومنا ما يضحك ويطرب ومنها ما يستخرج من الأعضاء حركات على وزنها باليد والرجل والرأس.

ويؤكد الإمام الغزالي إلى قيمة هذا الانفعال الإنساني امام الجمال فيقول: من لم يحركه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج وليس له علاج.

ومن ثم يشير الإمام إلى تأثير الغناء في صرف الطفل عما يبكيه والجمال ثقل ما تحمله ثم يزيد رأيه تأكيدا بقوله : إن تأثير السماع في القلب محسوس ومن لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال بعيد عن الروحانية زائد في غلظ الطبع وكثافته على الجمال والطيور بل على جميع البهائم فإنها جميعا تتأثر بالنغمات الموزونة([33]) .

وإذا كان الأمر متعلقا بتأثير السماع في القلب الإنساني فإن الحكم في أمره بالإباحة أو التحريم لا يصح أن يكون مطلقا بل يراعى فيه اختلاف الأحوال والأشخاص وطرق الأنغام نفسها والغاية منها.

ثم بعد هذا يذكر الإمام الغزالي أن الترنم بالكلمات المسجعة الموزونة معتاد في مواضع لأغراض مخصوصة ترتبط بها آثار في القلب وهي ستة مواضع:

أ‌- غناء الحجيج لما فيه من الشوق إلى حج بيت الله وإذا كانت عناصر الغناء والألحان كثيرة متنوعة كان التأثير أبلغ([34]).

ب‌- والغناء والألحان من وسائل تحريض الغزاة والمجاهدين إذا كان مع الألحان شعر يدعو إلى الشجاعة والتضحية ومن ذلك رجزيات التشجيع في أنواع المباريات وذلك إذا كان بلفظ رشيق وصوت طيب كان أوقع في النفس وكل ما في الأمر أن يكون القتال مشروعا وأن تكون الألحان نفسها عاملا على تقوية النفس لا على حل عقدة الشجاعة وإضعاف صرامتها([35]).

جـ- أصوات النبياحة ونغماتها وتأثيرها في تهيج الحزن والبكاء وملازمة الكآبة وشريطة ذلك ألا تكون على ما فات ونفذ فيه قضاء الله وإنما تكون على ما فات من تقصير الإنسان وما فرط منه وتحريك هذا الحزن وتقويته محمود لأنه يبعث على التشمير للتدارك والمبدأ العام عند الإمام الغزالي أن المفضي إلى المحمود محمود.

ء- ولم ينس الإمام الغزالي حاجات النفس الإنسانية وما يصاحب شعورها بالسرور في أوقاته مثل أيام الأعياد والأعراس وقدوم الغائب وولادة مولود ونحو ذلك وهذه مناسبات يباح فيها السرور لذلك يقول : ووجه جوازه أن من الألحان ما يثير الفرح والسرور والطرب فكل ما جاز السرور به جاز إثارة السرور فيه ويدل على هذا من النقل إنشاد النساء على السطوح بالدف والألحان عند قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع.

والإمام الغزالي يدرك تماما الطبيعة البشرية فيقرر السماح بالتعبير المتنوع من السرور بالغناء بالشعر بالرقص والحركات في حدود آداب الدين([36]) ويؤكد الإمام الغزالي صحة ما ذهب إليه بأدلة نقلية كحديث عائشة حينما كانت تنظر إلى الحبشة ولعبهم في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتشجيع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم بقوله: «دونكم يا بني أرفدة» وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة «تشتهين أن تنظري»([37]) ثم قال «فهذه الأحاديث في الصحيحين وهي نص صريح في أن الغناء واللعب ليس بحرام)([38]).

هـ- سماع العشاق تحريكا للشوق وتهييجا للعشق وتسلية للنفس فإن كان في مشاهدة المعشوق فالغرض تأكيد اللذة وإن كان في المفارقة فالغرض تهييج الشوق كل هذا يكون في عشق مباح.

والإمام الغزالي يقدر نفسية العاشق ويتفهما ويعرف ما يريح قلبه فيقول: إن الشوق وإن كان ألما فيه نوع لذة إذا أضيف إليه الوصال، فإن الرجاء لذيذ واليأس مؤلم وقوة لذة الرجاء بحسب قوة الشوق والحب للشيء المرجو فهذا السماع تهييج العشق وتحريك الشوق وتحصيل لذة الرجاء المقدر في الوصال مع الإطناب فيوصف حسن المحبوب وهذا حلال إن كان المشتاق إليه ممن يباح وصاله كمن يعشق زوجته فيقضي إلى غنائها لتضاعف لذته في لقائها فيحظى بالمشاهدة البصر وبالسماع الأذن ويفهم لطائف معاني الوصال والفراق القلب فتترادف أسباب اللذة فهذه أنواع تمتع من جملة مباحات الدنيا وما الحياة الدنيا إلا لهو ولعب . وهذا منه.([39])

و‌- سماع من أحب الله تعالى واشتاق إلى لقاءه فصار لا ينظر إلى شيء إلا رأى آلاء الله فيه ولا يقرع سمعه قارع إلا سمعه منه فالسماع في حقه مؤكد لحبه مهيج لشوقه ومور زناد قلبه ومستخرج منه أحوالا من المكاشفات والملاحظات لا يحيط الوصف بها يعرفها من ذاقها وينكرها من كل حسه عن تذوقها وتسمى تلك الأحوال بلسان الصوفية وجدا مأخوذا من الوجد والمصادفة أي صادف من نفسه أحوالا لم يكن يصادفها قبل السماع ثم تكون تلك الأحوال أسباب لروادف وتوابع لها تحرق القلوب بنيرانها وتنقيه من الكدورات كما تنقي النار الجواهر المعروضة عليها من الخبث ثم يتبع الصفاء الحاصل به مشاهدات ومكاشفات هي غاية مطالب المحبين لله تعالى ونهاية ثمرة القربات كلها فالمضي اليها من جملة القربات لا من جملة المعاصي([40]).

ومن هذا المنطلق يؤكد الإمام الغزالي رضي الله عنه من جديد إمكان محبة الإنسان لله تعالى لأنه مصدر الموجودات لها فيقول (ولا خير ولا جمال ولا محبوب في العالم إلا هو حسنة من حسناته وأثر من آثار كرمه بل كل حسن وجمال في العالم أدرك بالعقول والأبصار والأسماع وسائر الحواس فهو ذرة من خزائن قدرته ولمعة من أنوار حضرته)([41]).

· وقال الغزالي والعز بن عبدالسلام إنه سنة إن حرك لحال سني مذكرا للآخرة.

وبه يعلم أن كل شعر فيه الأمر بالطاعة أو كان حكمة أو كان في مكارم الأخلاق أو الزهد ونحو ذلك من خصال البر كحث على طاعة أو سنة أو اجتناب معصية يكون من إنشائه وإنشاده وسماعه سنة كما صرح به غير واحد من أئمتنا وهو ظاهر إذ وسيلة الطاعة طاعة.

وقال الإمام الغزالي أيضا: (النصوص التي وردت في السماع والدف تدل على إباحة الغناء والرقص والضرب بالدف واللعب بالدرق والحراب والنظر إلى رقص الحبشة والزنوج في اوقات السرور كان قياسا على يوم العيد فإنه وقت سرور)([42]).

3- الإمام السهروردي رحمه الله تعالى:

قال الإمام السهروردي : المنكر إما جاهل بالسنن والآثار وإما جاهل الطبع لا ذوق له وأشار بالسنن إلى ما صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان له شعراء يصغي اليهم في المسجد وغيره منهم حسان بن ثابت وابن رواحة رضي الله عنهما واستنشد أمية بن الصلت واستمع إليه كما في مسلم([43]).

4- الإمام العز بن عبدالسلام رحمه الله تعالى:

قال العز بن عبدالسلام : أما سماع الإنشاد المحرك للأحوال السنية المذكر للأمور الأخروية فلا بأس به بل يندب عند الفتور وسآمة القلب ولا يحظر إلا لمن في قلبه هوى خبيث فإنه يحرك ما في القلب([44]) .

وثم قال العز في تفسيره : وأما الأشعار والتشبيهات فمأذون بها وقد أنشد كعب رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بانت سعاد القصيدة المشهورة فاستمعها ولم ينكر عليها شيئا وفيها الاستعارات والتشبيهات حتى شبه الريقة بالخمرة وكانت حرمت.

ولكن تحريمها لم يمنع عندهم طيبها بل تركوها مع الرغبة فيها والاستحسان بها وكان ذلك أعظم لأجرهم.

وذكر الروياني في البحر أن سعاد كانت زوجته وبنت عمه وأنه إنما أنشد فيها هذه القصيدة لطول غيبته عنها بهروبه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وحكي عن العز بن عبدالسلام رحمه الله ورضي عنه أنه كان يرقص في السماع([45]).

5- الإمام الماوردي رحمه الله تعالى:

قال الأذرعي : وما أحسن قول الماوردي: الشعر في كلام العرب مستحب إن حذر من الدنيا أو رغب في الآخرة أو حث على مكارم الأخلاق ومباح وهو ما سلم من فحش وكذب ومحظور وهو ما اقترن بأحدهما.

وقد روي أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشعر فقال: هو كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح([46]).

6- الإمام ابن عبدالبر رحمه الله تعالى:

قال ابن عبدالبر: لا ينكر الحسن من الشعر أحد من أهل العلم ولا من أولي النهى وليس أحد من كبار الصحابة وأهل العلم وموضع القدوة إلا وقد قال الشعر أو تمثل به أو سمعه فرضيه وقد نقل ابن عبدالبر الإجماع على جوازه إن كان كذلك([47]).

7- الإمام أبو بكر بن العربي المالكي رحمه الله تعالى:

قال أبو بكر بن العربي المالكي شارح سنن الترمذي : لا بأس بإنشاد الشعر في المسجد إذا كان في مدح الدين وإقامة الشرع.

وقال ابن العربي: أما الاستعارات والتشبيهات فمأذون بها وإن استغرق الحد وتجاوزت المعتاد واستدل بإنشاد كعب بن زهير النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين جاء تائبا حيث قال:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحول

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت
كأنه منهل بالراح معسول


فجاء في القصيدة من الاستعارات والتشبيهات بكل بديع والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يسمع ولا ينكر حتى في تشبيهه ريقها بالراح([48]).

وقال أبو بكر بن العربي أيضا: وأما الغناء فإنه من اللهو المهيج للقلوب عند أكثر العلماء منهم مالك بن أنس وليس في القرآن ولا في السنة دليل على تحريمه أما في الحديث الصحيح فالدليل على إباحته فإن أبا بكر دخل على عائشة وعندها جاريتان حاديتان من حاديات الأنصار ثم ساق الحديث بتمامه وقال: فلو كان الغناء حراما ما كان في بيت رسول الله وقد أنكره أبو بكر بظاهر الحال فأقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفضل الرخصة والرفق بالخليقة في إجماع القلوب([49]) ثم قال : وكل حديث يروى في التحريم، آو آية تتلى فيه فإنه باطل سندا باطل معتقدا خبرا وتأويلا وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم رخص في الغناء في العيدين وفي البكاء على الميت من غير نوح([50]).

8- الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى:

ورد ابن حزم على الذين تمسكوا بأحاديث الجارية المغنية أنه لا يحل بيعها حيث قال: طالما أنه يجوز وطؤهن بالبيع فكيف لا يجوز سماع أصواتهن ولو غناء ثم رد على الآخرين الذين تمسكوا بالآية الكريمة ﴿ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ﴾([51]).

فقال: وهذه صفة من فعلها كان كافرا بلا خلاف إذا اتخذ سبيل الله هزوا ولو أن امرا اشترى مصحفا ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزوا لكان كافرا فهذا هو الذي ذمه الله تعالى وما ذم قط عز وجل من اشترى لهو الحديث ليتملى به ويروح نفسه لا يضل عن سبيل الله تعالى فبطل تعلقهم بقول كل من ذكرنا([52]).

9- الإمام المحاسبي رحمه الله تعالى:

قال أبو عثمان النبيسابوري : أنشد قوال بين يدي الحارث المحاسبي هذه الأبيات:

أنا في الغربة أبكي
ما بكت عين غريب

لم اكن يوم خروجي
من بلادي بمصيب

عجبا لي ولتركي
وطنا فيه حبيبي


فقام يتواجد ويبكي حتى رحمه كل من حضره([53]).

10- الإمام أبو حفص النبيسابوري رحمه الله تعالى:

قال رجل لأبي حفص النبيسابوري إن فلانا من أصحابك أبدا يدور حول السماع فإذا سمع هاج وبكى ومزق ثيابه فقال أبو حفص: إيش يعمل الغريق؟! يتعلق بكل شيء يظن نجاته فيه([54]).

11- العلامة الشيخ عبدالغني النابلسي رحمه الله تعالى:

يقول الشيخ عبدالغني النابلسي رحمه الله تعالى (إن السماع ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

1- منه ما هو حرام محض: وهو لأكثر الناس من الشباب ومن غلبت عليهم شهواتهم ولذاتهم وملكهم حب الدنيا.

2- والقسم الثاني منه مباح: وهو لمن لاحظ له منه إلا التلذذ بالصوت الحسن واستدعاء السرور والفرح أو يتذكر غائبا أو ميتا.

3- والقسم الثالث منه مندوب: وهو لمن غلب عليه حب الله تعالى والشوق إليه فلا يحرك السماع منه إلا الصفات المحمودة وتضاعف الشوق إلى الله تعالى وهذا القسم الثالث هو سماع الصوفية أهل الصدق والإخلاص في كل زمان([55]).

ويقول في موضع آخر: (وأما المباح من ذلك فهو إذا كان المجلس خاليا من الخمر والزنا واللواط والمس بشهوة والتقبيل والنظر بشهوة لغير الزوجة والأمة وكان لذلك السامع قصد حسن ونية صالحة وباطن نظيف طاهر من الهجوم على الشهوات المحرمة وكان قادرا على ضبط قلبه وحفظ خاطره من ان يخطر فيه شيء مما حرمه الله تعالى عليه فإنه يجوز له أن يسمع هذا السماع المذكور حينئذ بأنواعه كلها ولا يحرم عليه شيء من ذلك ولا يكره له ما دام موصوفا بما ذكرناه فهو مباح له إن لم يكن من أهل المعرفة بالله تعالى بأن كان عاميا جاهلا غافلا وأما إذا كان من أهل المعرفة والشهود فيصير السماع المذكور حينئذ في حقه مستحبا مندوبا إليه يثاب عليه)([56]).

ويقول أيضا: ومعلوم أن هذه الآلات المطربة بجميع أنواعها ليست حرمتها من حيث ذاتها وصورتها المخصوصة ولا من حيث ما يصدر عنها من الأصوات المطربة وإلا لكان كل صوت مطرب حراما وهو باطل لأن أصوات الطيور والشحارير المطربة ليست بحرام إجماعا – كما سيأتي – بل حرمتها لاقتران اللهو بها ولكونها ملاهي واللهو بهذا التفسير المذكور يمكن زواله عنها وتعريها عنه فتصير خارجة عن كونها ملاهي ويزيل اللهو عن سامعها بها وإلا لكان العبد مكلفا في الشرع بما ليس في قدرته ومطلوبا منه ما لا يمكنه والله تعالى يقول: ﴿لا يكلف الله نفسا إلا وسعها﴾([57]).([58])

12- الإمام أبو نصر السراج رحمه الله تعالى:

قال أبو نصر السراج: السماع على ثلاث طبقات فقوم يرجعون فيما يسمعون إلى مخاطبات أحوالهم ومقامهم وأوقاتهم فهم مرتبطون بالعلم ومطالبون بالصدق فيما يشيرون به لله من ذلك وقوم هم الفقراء المجردون الذين قطعوا العلائق ولم تتلوث قلوبهم بمحبة الدنيا والجمع والمنع فهم يسمعون لطيبة قلوبهم ويليق بهم السماع فهم اقرب الناس إلى السلامة. وأسلمهم من الفتنة وكل قلب ملوث بحب الدنيا فسماعه سماع طبع وتكلف.

13- الإمام ابن البطال رحمه الله تعالى:

قال ابن بطال: ما كان في الشعر والرجز ذكرا لله تعالى وتعظيما له ووحدانيته وإيثار طاعته والاستسلام له فهو حسن مرغب فيه وهو المراد من الحديث (إن من الشعر لحكمة) وما كان كذبا وفحشا فهو مذموم... إلى ان قال: ومحصله: أن الحداء بالرجز والشعر لم يزل يفعل في الحضرة النبوية وليس هو إلا أشعارا توزن بأصوات طيبة وألحان موزونة([59]).

14- الإمام النحلاوي رحمه الله تعالى :

قال الفقيه خليل النحلاوي الدمشقي في كتابه (الحظر والإباحة) : الباب السبعون: الغناء وهو السماع قال في الفتاوى الخيرية (2/167) بعد نقل أقوال العلماء واختلافهم في مسألة السماع : (وأما سماع السادة الصوفية رضي الله عنهم فبمعزل عن هذا الخلاف بل ومرتفع عن درجة الإباحة إلى رتبة المستحب كما صرح به غير واحد من المحققين )([60]).

ولما كانت الغاية من الإنشاد الإرشاد والمواعظ والفوائد حيث إن من طبيعة سماعه إثارة كوامن النفوس وتهييج مكنونات القلوب بما فيها من الأنس بالحضرة القدسية والشوق إلى الأنوار المحمدية مما اتصف به ساداتنا الصوفية الذين لم يحتجبوا بالأصوات لهوا ولا يجتمعون عبثا وهم في واد والناس في واد آخر والسر أنهم سمعوا ما لم يسمع الناس وعرفوا ما لم يعرف الناس فسماعهم يثير أحوالهم الحسنة ويظهر وجدهم ويبعث ساكن السوق ويحرك القلب ولما كانت قلوبهم بربهم متعلقة وعليه عاكفة وفي حضرة قربه قائمة فالسماع يسقي أرواحهم ويسرع في سيرهم إلى الله تعالى خلافا لسماع الفسقة اللئام يجتمعون على اللهو وآلات الطرب فيبعث ما في قلوبهم من الفحش والفسق وينسيهم واجباتهم تجاه الله تعالى وعلى ذلك لايمكن قياس الأبرار بالفجار ولا الصالحين على الطالحين وفي معرض الحديث عن فوائد الاستماع لدى ساداتنا الصوفية يطيب للنفس ذكر بعض الشواهد المروية عنهم فمنها:

قال مسلم السواري: ونزلوا على الساحل ذات ليلة فهيأت لهم طعاما ودعوتهم إليه فجاؤوا الي ولما وضعت الطعام بين أيديهم قال قائل:

وتلهيك عن دار الخلود مطاعم
ولذة نفس غيها غير نافع


فصاح عتبة الغلام صيحة وخر مغشيا عليه وبكى القوم فرفعت الطعام من بين أيديهم وما ذاقوا والله لقمة منه([61]).

ولما ورد ذو النون المصري بغداد جاءه قوم من الصوفية بقوالهم وطلبوا منه أن يأذن له بأن يقول فأذن له فأنشد:

صغير هواك عذبني
فكيف به إذا احتنكا

وأنت جمعت في قلبي
هوى قد كان مشتركا

أما ترثي لمكتئب
إذا ضحك الخلي بكى


فقام ذو النون وسقط على وجهه([62]).

وروي أن أبا الحسين النوري كان مع جماعة في دعوة فجرى بينهم مسألة في العلم وأبو الحسين ساكت ثم رفع رأسه وأنشدهم:

رب ورقاء هتوف في الضحى
ذات شجو صدحت في فنن

ذكرت إلفا ودهرا صالحا
وبكت حزنا فهاجت حزني

فبكائي ربما أرقها
وبكاها ربما أرقني

ولقد أشكو فما أفهمها
ولقد تشكو فما تفهمني

غير أني بالجوا أعرفها
وهي أيضا بالجوى تعرفني


قال فما بقي أحد من القوم إلا قام وتواجد ولم يحصل لهم هذا الوجد من العلم الذي خاضوا فيه وإن كان العلم جدا وحقا([63]).

وقال أبو القاسم الجنيد قدس الله سره : (السماع لا يحدث في القلوب شيئا وإنما هو مهيج ما فيها فتراهم يهيجون من وجدهم وينطقون من حيث قصدهم ويتواجدون من حيث كامنات سرائرهم لا من حيث قول الشاعر ولا يلتفتون إلى الألفاظ لأن الفهم سبق إلى ما يتخيله الذهن وشاهد ذلك كما حكي: أن أبا حكمان الصوفي سمع رجلا يطوف وينادي (يا سعتربري)) فسقط وغشي عليه فملا أفاق قيل له في ذلك فقال سمعته وهو يقول ( اسمع تر بري ) ألا ترى أن حركة وجده من حيث هو فيه لا من قول القائل ولا قصده.

وكما روي عن بعض الشيوخ أنه سمع قائلا يقول: (الخيار عشرة بحبة) فغلبه الوجد فسئل عن ذلك فقال (إذا كان الخيار عشرة بحبة فما قيمة الأشرار؟).

فالمحترق بحب الله تعالى لا تمنعه الألفاظ الكثيفة عن فهم المعاني اللطيفة حيث لم يكن واقفا مع نغمة ولا مشاهدة صورة فمن ظن أن السماع يرجع إلى رقة المعنى وطيب النغمة فهو بعيد من السماع.

وقالوا: وأما الحال الذي يلحق المتواجد فمن ضعف حاله عن تحمل الوارد وذلك لازدحام أنوار اللطائف في دخول باب القلب فيلحقه دهش فيعبث بجوارحه ويستريح إلى الصعقة والصرخة والشهقة وأكثر ما يكون ذلك لأهل البدايات وأما أهل النهيات فالغالب عليهم السكون والثبوت لانشراح صدورهم واتساع سرائرهم للوارد عليهم فهم في سكونهم متحركون في ثبوتهم متقلقلون كما قيل لأبي القاسم الجنيد رضي الله عنه (ما لنا نراك لا تتحرك عند السماع؟.) فقال ﴿وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب﴾ ([64]).([65])

==========================

· أقوال الفقهاء:

قال الإمام الشافعي رضي الله عنه : (الشعر كلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح).

قال الإمام النووي من الشافعية: ويباح قول الشعر وإلإنشاده إلا أن يهجو أو يفحش أو يعرض بامرأة معينة.

وقال أيضا: (لا بأس بإنشاد الشعر في المسجد إذا كان مدحا للنبوة أو الإسلام أو كان حكمة أو في مكارم الأخلاق أو الزهد ونحو ذلك من أنواع الخير).

وقال الإمام ابن عابدين من الحنفية في حاشيته: جواز القول بالشعر وإنشاده ما لم يذكر فيه مالا يحل كصفة الذكور والمرأة المعينة الحية ووصف الخمر المهيج اليها، والهجاء لمسلم أو ذمي وشرط كذلك السادة الحنفية أن لا يكون الغالب عليه هو الشعر بحيث يلهيه عن ذكر الله تعالى وعن أداء الواجبات وطلب العلم.

وقال أيضا في حاشيته : إن التغني المحرم ما كان في اللفظ ما لا يحل كصفة الذكور والمرأة المعينة الحية ووصف الخمر المهيج اليها والحانات والهجاء لمسلم أو ذمي إذا أراد المتكلم هجاءه لا إذا أراد إنشاده للاستشهاد به أو ليعلم فصاحته وبلاغته وكان فيه وصف الزهريات المتضمنة وصف الرياحين والأزهار والمياه فلا وجه لمنعه على هذا([66]).

وقال العلامة ابن جزئ من السادة المالكية: الشعر ليس مذموما على الإطلاق ثم قال: إن الشعر أربعة أقسام: أحدها حسن وهو الجد والحكمة والثاني ممنوع مطلقا وهو الهجو والثالث المدح والرثاء فإن كان حقا فهو مكروه وإن كان باطلا فهو ممنوع والرابع التغزل فإن كان فيمن لا يحل له فهو حرام وإلا فلا([67]) .

وقال العلامة ابن قدامة المقدسي من السادة الحنبلية: الشعر كالكلام حسنه كحسنه وقبيحه كقبيحه ثم قال: وليس في إباحة الشعر خلاف وقد قاله الصحابة والعلماء، والحاجة تدعو إليه لمعرفة اللغة العربية والاستشهاد به في التفسير وتعرف معاني كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ويستدل به أيضا على النسب والتاريخ وأيام العرب ويقال الشعر ديوان العرب([68]).

وبعد:

فإن هذه الأدلة تبين لنا بجلاء تام أن الإسلام لم يكن موقفه من الشعر سلبيا بل العكس في ذلك واليك الآن نماذج من سماع الصحابة والتابعين والسلف الصالح رضي الله عنهم:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alchrfnour.yoo7.com
 
الإمام الغزالي رحمه الله تعالى:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  دعاء الإمام الغزالي رضي الله عنه
» من طرائف الشيخ كشك رحمه الله :
» سأل الله تعالى ملك الموت
» عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنه قال :
» كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه كما يرى من امامه كما فى حديث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشريف نور خليفه ت01223762497 / 01115251153 :: التصوف الاسلامى :: نسب ومعرفه كامله عن الصالحين والاولياء-
انتقل الى: