يقول سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه:
لا تسكن إلى أحد من الخلق، ولا تستأنس به، ولا تُطلع أحداً على ما أنت فيه، بل يكون أنسك بالله عزَّ وجلَّ، وسكونك إليه وشكواك منه وإليه لا ترى ثانياً، فإنه ليس لأحد ضر ونفع، ولا جلب ولا دفع، ولا عزَّ ولا ذل، ولا رفع ولا خفض، الأشياء كلها خلق الله عزَّ وجلَّ وبيد الله عزَّ وجلَّ، لا مقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم .
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف .
رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وفي رواية الإمام أحمد : احفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن
النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا .
وقال عبد الواحد بن زيد : الرضا باب الله الأعظم ،وجنة الدنيا، ومستراح العابدين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي له الرضا، ومن سخط عليه السخط .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن الله تعالى بقسطه وعلمه جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط .
قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ ليسَ ذلكَ
لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ.
رواهُ مُسْلِمٌ .
قال الله تعالى
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنْتُمْ لاتَعْلَمُونَ. سورة البقرة: 216.