رؤيته صلى الله عليه و سلم

أخرج ابن عساكر من طريق محمد بن عكاشة عن الزهري رضي الله عنه من اغتسل ليلة الجمعة و صلى ركعتين يقرأ فيهما قل هو الله أحد 1000مرة رأى النبي صلى الله عليه و سلم. (من كتاب الكوكب الوهاج)ه و في حدائق الأخبار و الخصائص للإمام السيوطي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و آية الكرسي مرة و قل هو الله أحد 15مرة فإذا سلم من صلاته صلى علي 1000مرة فإنه يراني في ليلته و لا تتم الجمعة الأخرى حتى يراني. (من كتاب الكوكب الوهاج)ه وفي نزهة الناظر للإمام الساحلي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من صلى هذه الصلاة علي 70مرة رآني في منامه و من رآني في منامه رآني يوم القيامة و من رآني يوم القيامة شفعت له و من شفعت له شرب من حوضي و حرَّم الله جسده على النار و هي اللهم صل على روح محمد في الأرواح اللهم صل على جسد محمد في الأجساد اللهم صل على قبر محمد في القبور. (من كتاب الكوكب الوهاج)ه و في المجربات أن من أراد أن يرى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام فليصل ركعتين يقرأ في كل ركعة منهما فاتحة الكتاب مرة و قل هو الله أحد 100مرة فإذا فرغ من صلاته قال 3مرات يا محسن يا مجمل يا منعم يا متفضل أرني وجه نبيك صلى الله عليه و سلم فإنه يراه إن شاء الله، و منها ما فيها أيضا من أراد أن يرى رسول الله صلى الله عليه و سلم فليغتسل قبل النوم ثم يصلي ركعتين و بعد سلامه منهما يقول بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد على عظمتك و على ملكك و منتهى الرحمة من زكواتك اللهم لك الحمد كما ينبغي لكرم وجهك و عز جلالك اللهم لك الحمد على دوام إحسانك و حسن عبادتك اللهم إني أسألك بالقرآن العظيم و نور وجهك الكريم الذي أشرقت به السماوات و الأرضين و أسألك باسمك الذي تنزل به المطر و الرحمة على من تشاء من عبادك اللهم أنت إلاهنا و أنت على كل شيء قدير أسألك اللهم بحق ما دعوتك به أن تريني في منامي هذا محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه عدد خلقك و رضاء نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك. (من كتاب الكوكب الوهاج)ه و في مذكرات العلامة سكيرج رضي الله عنه: وفي يوم الخميس، سنح لي أن أقيد هنا فائدة جليلة من فوائد إحدى صيغ الصلوات المشهورة بين الناس في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. كان أخبرني بها سيدنا الوالد قدس الله روحه في الجنان. وذلك أنه بلغه أن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم سبعمائة 700مرة فإنه يراه في ليلته. وقد استعملها، وبينما هو في أثناء تلاوتها إذ غلبته عينه فرآه عليه السلام وهي هذه : اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات. وتقضي لنا بها جميع الحاجات. وتطهرنا بها من جميع السيئات. وترفعنا بها أعلى الدرجات. وتبلغنا بها أقصى الغايات. من جميع الخيرات في الحياة وبعد المماة. (من المذكرات: إيقاظ القرائح لتقييد السوانح و النتائج اليومية)ه

هذا و من أقوى الأسباب لرؤيته صلى الله عليه و سلم عند سماع حديثه و أمره و نهيه، فيتصوره العارف على هيئات عظيمة و حالات كبيرة فتارة يتصوره أمام المؤمنين ببدر و هم يلوذون به صلى الله عليه و سلم في جهاد أعدائه و يستحضر أن ملائكة الله تتبعه و تقاتل معه و تارة يتصوره يوم الفتح معه جنود الله قد أحدق به الأنصار لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد و هو على ناقته القصوى و سيدنا أبو بكر و أسيد بن حضير و هو بينهما يتحدث معهما و تارة يتصوره داخلا للمدينة من هجرته و قد خرجت ذوات الخدود و الولائد و الصبيان يقلن: طلع البدر علينا ***من ثنيات الوداع***وجب الشكر علينا***ما دعا لله داع***أيها المبعوث فينا ***جئت بالأمر المطاع... و يجعل نفسه يقول ذلك و يفرح و تارة يشخصه تحت شجرة الرضوان و الصحابة يبايعون على أن يموتوا دونه، و يستحضر قوله تعالى: "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم"ه و تارة يستحضره ساجدا عند العرش و هو يقال له ارفع رأسك و سَلْ تُعْطَ و اشفع تشفع، و تارة يستحضره يقرع باب الجنة و المؤمنون يتبعونه إليها و هكذا. (من كتاب الكوكب الوهاج و كتاب الإلمام بتصرف)ه و قد ذكر الإمام الساحلي أن الناس في انطباع صورته الكريمة على طبقات بحسب مشاربهم و أذواقهم و أشواقهم و مذاهبهم صدقا و حضورا فمنهم من لا تثبت في نفسه إلا بعد تأمل و تثبت و إعمال فكر و هذا أضعف القوم لبقاء بعض البقايا في نفسه و هذا قليل الرؤية له صلى الله عليه و سلم في المنام و إن رآه رآه على غير كمال رؤيته و منهم من تثبت الصورة الكريمة في نفسه أحيان ذكره و الصلاة عليه سيما في الخلوات عندما يتمحض الفكر في معنى الذكر و الصلاة عليه فإذا فتر غابت عنه و هو أخص من الأول لكن مع بقية فيه و رؤيته إياه في النوم على الصورة الكاملة و دوامها بحسب استصحاب حضوره في ذكره و منهم من إذا سدَّ عينيه بالنوم و غاب عن الحس قليلا رآه في غالب أوقاته و منهم من إذا سدَّ عينيه يقظة أو مناما رآه بعين بصيرته على كل حال و هم أهل النهايات الذين اطمأنت قلوبهم بذكر الله و صلاة الحبيب و رقت نفوسهم إلى فراديس التقريب و ظفر بمجاورة الذين أنعم الله عليهم من النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و وراء هذا ما هو أعلى منه درجة و هو من يراه صلى الله عليه و سلم بعين رأسه عِيانا في عالم الحس،ه، جعلنا الله منهم و أمدنا بما أمدهم بفضله و كرمه آمين.